NEWSLETTER
|
GUIDES LOG-IN
|
البيضاء.. موقع سياحي ينتظر الخروج من عزلته
في كل زاوية من زوايا البيضاء أو ما تعرف بالبترا الصغيرة، قصة حضارة قديمة سكنت المكان، إذ تشير نتائج بعض المسوحات الأُثرية، إلى أن الموقع شهد استيطانا بشريا منذ العصور الحجرية.
كما بينت العديد من المسوحات والدراسات، أن الموقع يحتوي على آثار نبطية مهمة لا تكمن بالبترا الصغيرة والسيق البارد فحسب، بل بالعديد من القرى الزراعية، وخزانات وأنظمة المياه الشاهدة على هندسة الأنباط في جمع الماء والمعاصر النبيطة، كما أنها تحتوي على الجاريات النبطية الملونة.
ولا تكمن أهمية البيضاء بهذا فحسب، بل هي بحسب أستاذ السياحة بجامعة الحسين بن طلال الدكتور سامي الحسنات، كانت تشكل مكانا مهما لاستقبال القوافل التجارية في مختلف الحقب الزمنية، كما تعد في الوقت الحاضر واحدة من أهم المواقع التي يقصدها الأهالي والسياح لغايات التنزه، نظرا لما تحتويه من مواقع جمالية مهمة.
كما تتميز البيضاء بحسب الخبير السياحي نيازي الشبعان، بأنها مؤهلة للعديد من السياحات، إذ اكتشف فريق مختص خلال السنوات الأخيرة، أنها من أكثر مواقع العالم التي تصلح لسياحة التأمل، وكذلك يعد الموقع واحدا من أهم المناطق السياحية في البترا، التي تصلح لإقامة الاستثمارات السياحية المتنوعة، وبما يسهم إيجابا بزيادة استقطاب السياح وإطالة مدة إقامتهم في المدينة.
استخدامات الأراضي في المنطقة معطلة
ورغم ذلك إلا أن صفة استخدام الأراضي في المنطقة، لا تزال معطلة بحجة قربها من المحمية الأثرية، في وقت سمحت فيه الجهات المعنية بإقامة المخيمات السياحية ضمن شروط بيئية خاصة.
ويقول رئيس جمعية عاصمة الأنباط عاطف النوافلة، انه رغم وجود العديد من المواقع الجميلة للاستثمار والتي تبعد عن حدود المحمية الأثرية، إلا أن هذه الاراضي معطلة ولا يسمح لأصحابها باستغلالها.
ويطالب النوافلة، بضرورة العمل على إصدار تصنيف لأراضي البيضاء، بما ينصف أصحابها، وبما يراعي حاجة البترا للاستثمار، التي تعد البيضاء بيئة خصبة له.
حال النوافلة، هو حال آلاف السكان الذين يملكون أراضي في المنطقة ولا يسمح لهم باستغلالها.
ويعتبر المواطن علي الحسنات، أن أهالي المنطقة الذين ضحوا بجزء كبير من أراضيهم لصالح محمية البترا الأثرية عند ضمها للائحة التراث العالمي (عام 1985 ،(يجب إنصافهم والسماح لهم باستغلال ما تبقى من أراضيهم.
اهتمام ملحوظ لسلطة الإقليم في البيضاء
ورغم ما تعانيه البيضاء إلا أن سلطة إقليم البترا سجلت من خلال مجلسها السابق اهتماما بالمنطقة، من خلال البدء بتأسيس قريتين واحدة تراثية وأخرى سياحية بيئية، في وقت يطالب فيه السكان بضرورة الاستمرار باستكمال المشروعين اللذين لا يزالان قيد الإنشاء.
كما قامت السلطة بالعديد من الحملات بهدف تنظيف المنطقة وإعادة ترميم واجهاتها الصخرية، إلى جانب أنها تشهد حملات بيئية مستمرة.
ويؤكد مشرف جوالة المحمية في إقليم البترا صالح منصور المشاعلة، أنه تم إعادة تأهيل العديد من المواقع في البيضاء، وخصوصا المناطق الجمالية، بهدف إبرازها بصورة أفضل أمام المتنزهين المحليين والسياح.
وأشار إلى أن السلطة تسعى لتعزيز اهتمامها بمنطقة البيضاء، من خلال حمايتها من أخطار السيول والحفاظ على الأشجار النادرة فيها، إلى جانب تعزيز الرقابة عليها، باعتبارها موقع جذب سياحي يحتوي على مواقع أثرية وجمالية مهمة.
ويتطلع أهالي البترا، إلى مجلس المفوضين الجديد الذي تم تعيينه أخيرا، بأن ينصف هذه المنطقة، ويخرجها من عزلتها ويعيد ترويجها للعالم، لتكون رديفا سياحيا لموقع البترا الأثري.
(الرأي)
هـ/7