NEWSLETTER
GUIDES LOG-IN
Username Password

HOME » ARTICLES

مناورات سياحية - 

فهد الخيطان - 

أعلنت هيئة تنشيط السياحة عن عرض سخي للراغبين بالقدوم إلى العقبة من دبي بتذكرة سفر لاتزيد قيمتها على 85 دينارا. ولهذه الغاية ستسيِّر خلال الأسابيع المقبلة رحلتين أسبوعيا من دبي إلى العقبة.

لست واثقا من أن الأجنبي الذي ينعم برفاهية دبي سيجذبه مثل هذا العرض، لكن تبقى هيئة تنشيط السياحة أعرف مني وهي صاحبة الخبرة، ولا بد أنها لم تغامر بطرح هذا العرض قبل دراسة متأنية للسوق.

وإذا صح أن التذكرة تشمل الرحلة ذهابا وإيابا إلى دبي، ففي ذلك ما يغري المواطن الأردني الذي يشكو من كلفة الإقامة في العقبة أن يسافر إليها عن طريق دبي!

لا أحد يلوم الهيئة أو يقلل من دورها، فهى ومن خلفها القطاع السياحي تنشط في ضوء موارد محدودة للترويج السياحي، وظروف إقليمية صعبة تجعل من دول المنطقة مكانا طاردا للسياحة، ومع ذلك يسجل الدخل السياحي زيادة مقبولة، رغم تشكيك بعض المحللين بدقة الإحصائيات.

المناورة الأخيرة للهيئة في دولة الإمارات العربية هى جزء من استراتيجيتها للسنوات الثلاث المقبلة، والتي تستهدف الأسواق الواعدة والأكثر تركيزا وسياحة المؤتمرات، على ما أفاد رئيس الهيئة عبد الرزاق عربيات في تصريحات صحفية.

تنشيط السياحة الدينية جزء من استراتيجية الهيئة، وفي البال موقع المغطس الذي يستقطب أعدادا متزايدة من السياح، وأضرحة ومقامات الصحابة في المزار الجنوبي.

تقرير لمراسل صحيفة الغد في الكرك الزميل هشال العضايلة أفاد نقلا عن المشرف على الموقع الديني بأن قرابة 40 ألفا من السياح زاروا الأضرحة العام الماضي، نصفهم من دول أجنبية مثل باكستان والهند وماليزيا وحتى كندا البعيدة جاء منها سياح للمزار الجنوبي.

الإحصائيات تشير إلى تواضع اعداد الزائرين من الدول العربية كالعراق والكويت والسعودية والذي لم يزد كثيرا على ستة آلاف زائر.

قائمة الجنسيات تخلو من الإيرانيين، وهذا واحد من اكثر المواضيع جدلا في العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ مايزال الأردن يتحفظ على تنظيم برنامج  لزيارة السياح الإيرانيين لأضرحة الصحابة.

السوق الهندي على ما يقول المشرف على الموقع واعد بالكثير، ويمكن لإيران أن تشكل قفزة نوعية في أعداد الزائرين إذا ما تمكن البلدان من التفاهم على صيغة تبدد مخاوف الجانب الأردني.

المغطس وأضرحة الصحابة يشكلان رأس حربة في المنافسة بسوق السياحة الدينية، لكن المنتج السياحي الأردني شديد التنوع، وإذا كانت البترا أيقونة التاريخ الأردني هى الأكثر شهرة في العالم، فإن وادي رم اكتسب سمعة عالمية لا تقل عن المدينة الوردية.

 من بين الأسس القوية التي يمكن أن تجعل لشعار الاعتماد على الذات الذي رفعته الدولة معنى وطنيا، قطاع السياحة الذي يشكل مصدرا أساسيا للدخل الوطني، يرفد الخزينة بموارد ثابتة، ويشغل عشرات الآلاف من الأردنيين.

في ظل محدودية الخيارات الاقتصادية، وتراجع المساعدات والمنح، لابد أن نفكر جديا بتعظيم دور هذا القطاع وتوفير كل التسهيلات اللازمة لتطوره.

لايمكن أن نطلب من القطاع الخاص أن يقود عجلة النمو السياحي بينما الحكومة تنافسه على أبسط وظائفه؛ بيع التذاكر وتسيير الرحلات السياحية والدينية.

(الغد)

 

Browse all Guides
Copyright © 2014 JORDAN TOUR GUIDES ASSOCIATION. All rights reserved.
CONTACT US
Facebook Website addressChat now